حارس الوقت والفنّ الميكانيكي
تحتفل بارمجياني فلورييه بعام التنين من خلال “تيمبوس فوجيت – Tempus Fugit” الأيقونة الأسطورية من الثقافة الصينية: التنين ولؤلؤة المعرفة.
بالنسبة للمجتمعات السينوفونية حول العالم، فإن عام 2024 هو عام تنين الخشب – Wood Dragon، الذي يبدأ في 10 فبراير، وهو اليوم الأول من العام الصيني الجديد، وتُعتَبَرُ القوة والعظمة هي السمات البارزة لهذه الشخصية الحيوانية الرمزية. وتحتفلُ دارُ بارمجياني بهذه المناسبة من خلال عملية ترميم رائعة لتحفة فنية من مجموعة “الحِرَف الفنيّة – Métiers d’Art”، وهي “تيمبوس فوجيت – Tempus Fugit”. استوحيَ هذا الإبداع الاستثنائي الرائع من أسطورة “التنين ولؤلؤة المعرفة”، وهما رمزان قويان راسخان في الثقافة الصينية التقليدية.
صناعة الساعات الفاخرة والفنّ الميكانيكي
اندماجٌ بين صناعة الساعات الفاخرة وفنّ الميكانيكا، في آن واحد، وقد جاء هذا الإبداع المُعقّد والفريد، الذي يمثل أداة مجازية لقياس الوقت وتركيباً ميكانيكياً ذاتي الحركة في آنٍ واحد، نتيجةً لخبرة بارمجياني فلورييه الواسعة في ترميم الساعات العتيقة العريقة. مثلُ هذه الساعات، كانت تَجمعُ، في كثير من الأحيان، بين أجهزة ضبط الوقت والتركيبات الميكانيكية في تزامنٍ مثالي: ساعات مع الطيور، على سبيل المثال، أو شخصيات متحركة تمثل مشهدًا ما. لا تزال العديد من هذه القِطَع تجد طريقها بانتظام إلى ورشة الترميم الخاصة بالدار، وهي واحدة من الورشات القليلة في العالم القادرة على فهم تعقيدات هذه الساعات وإتقانها.
تُعدُّ “التنين ولؤلؤة المعرفة” جزءًا مباشرًا من هذه السلالة، فهي مستوحاة من الأساطير الآسيوية عن التنين الذي يسبح مع لؤلؤة، وسمك الشبوط الذي يقفز فوق بوابة التنين – Dragon Gate، وإمبراطور التنين – Dragon Emperor الذي يطارد لؤلؤة الحكمة. لقد جمَعَت بارمجياني فلورييه، ببراعةٍ وخبرةٍ، الشكلَ المعبّر الخاص لساعة “تيمبوس فوجيت – Tempus Fugit” مع الثقافة الصينية التقليدية لتقديم تحفةٍ حقيقيةٍ في عالمِ صناعةِ الساعات الفاخرة.
أسطورة التنين ولؤلؤة الحكمة
إن أسطورةَ التنين، الذي يسبح مع لؤلؤةٍ، مُتجذرةٌ بعمق في الثقافة الصينية، ووفقا للفيلسوف الصيني تشوانغزي، فإن “أثمن اللآلئ يمكن العثور عليها فقط في المياه العميقة بين فَكّي التنانين السوداء. في الأدب الصيني التاريخي، عادة ما يتم إخفاء لآلئ التنين في أفواه التنانين ولا يتم بصقها إلا في أوقاتٍ خاصة. لآلئ التنين هي كنوز نادرة وقيمة للغاية”.
تتمتع الخبيرة السويسرية في علم الصينيات، إستيل نيكليس فان أوسيلت، بفهمٍ عميقٍ لأصل ومعنى التنين ولؤلؤة المعرفة: وفقًا للأسطورة، فإن سمكة الشبوط، التي تتمكن من شق طريقها إلى بوابة التنين – Dragon Gate بعد محاولات عديدة لصعود النهر، هي فقط تحوزُ شرفَ التحوُّل إلى تنين. هذا هو مَثَلُ الطالب الذي أراد أن يخدم الإمبراطور. ويرمز تحوُّل سمكةِ الشبوط إلى تنينٍ هنا إلى المثابرة، بينما تمثل اللؤلؤة الحكمة الإمبراطورية. وتوضحُ فان أوسيلت عن هذا التشكيل الثنائي الذي لا ينفصم قائلةً: “إنهما يلمحان إلى الارتقاء الاجتماعي في التسلسل الهرمي الإمبراطوري، إلى السلطة والحكمة والحماية من التأثيرات السلبية”.
إن للرقم تسعة أهمية مركزية في الثقافة الصينية. بالإضافة إلى عيون الشيطان، يتضمن التنين الإمبراطوري الذي قدمته بارمجياني فلورييه أجزاءً من أجسام تسعة حيوانات – رأسُ جمل، وأُذُنا بقرة، وقَرنا غزال، ورقبة ثعبان، ومِخلبا نمر، ومِخلبا نسر، وبطنُ رَخَوية، وحراشف سمكة شبوط، وعُرف ولحية أسد. شكل الأنف المميز للغاية الذي يشبه الفطر هو رمز للحظ السعيد.
المسيرة الأبدية للزمن
توضح استعارة “تيمبوس فوجيت – Tempus Fugit” مفهوم مسيرة الزمن الأبدية. وفي هذا الإبداع، الذي يستخدم آليةً ميكانيكية طوّرتها بارمجياني فلورييه، يدور التنين دورة واحدة في الساعة، ملاحقًا جسماً كُروياً مُبهِراً بسرعة ثابتة، بحثًا عن اللؤلؤة المتوهجة. وفي اللحظة التي يكون التنين على وشك الاستيلاء عليها، تطير اللؤلؤة بعيدًا، وتهرب من براثن التنين ست مرات في الساعة، وفي كل مرة تتحرك اللؤلؤة، يصدر جرس لتنبيه مقتني الساعة.
من خلال التنين ولؤلؤة المعرفة، تُظهر بارمجياني فلورييه للعالم اتساع وثراء معرفتها بصناعة الساعات عالية الدقة والمجوهرات الفاخرة والتركيبات الميكانيكية ذاتية الحركة. في البداية، تم نحت جسد التنين بالشمع، ثم تم صبه في ثلاثة أقسام، قبل صياغته بخبرةٍ عاليةٍ من الفضة الخالصة.
أحجارٌ كريمةٌ أسطورية
كانت تغطية الجسم بالحراشف هي الجزء الأكثر تعقيدًا في العملية. وفقًا للعادات التقليدية، لدى التنانين الصينية 117 حرشفًا، منها 81 (9×9) للذكور و36 (9×4) للإناث. ومع ذلك، فإن تنين بارمجياني فلورييه الإمبراطوري – Parmigiani Fleurier Imperial Dragon يحتوي على 585 حُرشفاً، وهو رقم قابل للقسمة على 9 واختيرَ بعنايةٍ واعتبار في تصميم التنين. الحراشفُ مصنوعةٌ من حجر اليشم – الجاد الطبيعي، وقد تم تصميمها وتقطيعها وصقلها وتثبيتها إفرادياً، وجاء تثبيتها على الجسم بأكمله، لتشكل مجموعة معقدة من العناصر الثمينة.
زُيّنَ التنين بـ 150 حجرًا من أحجار اليشم الأخضر، تكمُلها أحجار اليشم الأبيض والأصفر والبرتقالي والأحمر الاستثنائية. أما المخالب والشوارب فَمِن الذهب الأبيض الخالص، والعينان من الياقوت، واللسان من حجر الكارنيليان.
لؤلؤة المعرفة عبارة عن كرةٍ من الذهب الأبيض محاطة بِلَهبٍ ذهبي، وهي مدمجة في نقش نافر من الأحجار الكريمة، بما في ذلك الماس الأبيض والياقوت والسافير البرتقالي والأصفر. القاعدة التي تحتوي على آلية الحركة الميكانيكية تُمثل النهر الذي تصعد منه سمكة الشبوط. وقد تم قطعه من كتلة من الكريستال الصخري الشفاف الذي من خلاله يمكن رؤية آلية الحركة. الحلقة الفضية المذهبة التي تظهر الـ 12 ساعة الصينية التقليدية (ساعة صينية واحدة تساوي ساعتين) تدور مرّةً واحدةً كلَّ 24 ساعة. علامات المؤشرات الثابتة مصنوعة من حجر اليشم.
الأرقام الرئيسية: 1,000 مُكوّن، 5,800 ساعة عمل
تُعتبر “التنين ولؤلؤة المعرفة” قطعةً فريدةً من فنّ صناعة الساعات، وتحتوي على ما يقرب من 1000 مكوّن. وقد تطلب إنجازُها أكثرَ من 5800 ساعة عمل، بالإضافة إلى مشاركة أمهر الحرفيين، تحت إشراف ميشيل بارمجياني