ثلاث أيقونات جديدة تستحضر أجمل العروض الأوركسترالية
تضيف علامة بولغري إلى تشكيلاتها الشاملة من الساعات المزودة بخاصية التنبيه الموسيقي ثلاث أيقونات بالغة التعقيد بتصاميم حالمة تبدو وكأنها فرق موسيقية مكوّنة من اثنين أو ثلاثة أو أربعة عازفين. ويمكن للثنائية الجديدة من ساعات أوكتو روما أن تصدر ثلاثة نغمات صوتية منفضلة باستخدام عدد من الصنوج يتراوح من اثنين إلى أربعة، سواء للإشارة إلى الدقائق أو التنبهية التلقائي للساعات. وتم إبداع هذه الميزة بالتعاون مع المؤلف الإيطالي-السويسري لورينزو فيوتي.
وتعيد ساعتا جراند سونري توربيون وكاريلون توربيون ابتكار التجربة الصوتية لإبداعات بولغري، حيث تعتمد النسختان على بُعد ترايتون، وهو نوع جديد من الفواصل الموسيقية التي تتحدى القواعد التقليدية المعروفة. ويأتي تطبيق هذا النوع الفريد مما يُسمى النتافر الصوتي في الموسيقى ليمنح الساعات نغمات استثنائية لها طابعها الخاص. وتسعى بولغري بوصفها علامة تجارية متجذرة في الثقافة الرومانية من العصور القديمة وفترة الباروك، إلى استكشاف فضاءات غير مسبوقة في عالم موسيقي يُعدّ جزءاً جوهرياً من الموسيقى الكلاسيكية رغم عدم اعترافه بمبادئ التنتاغم والانسجام.
ويعكس الإصدار الجديد تفوق بولغري في مجال النغمات الصوتية المتعددة، إذ تم توظيف هذه الخبرة داخل الميكانيكة المذهلة لنموذج أوكتو روما، أيقونة العلامة على مستوى الساعات بالغة التعقيد. بينما اكتملت ثلاثية الدار السيمفونية مع نموذج أوكتو فينيسمو مينت ريبيتر بهيكل من الكربون، الساعة الرنانة الأقل سماكة في العالم.
المادة الموسيقية
تحظى بولغري بخبرة استثنائية في مجال الساعات المزودة بخاصية النغمات الموسيقية، حيث تنفرد الدار بتقديم مجموعات متواصلة من هذه الطرازات النادرة بأنواعها الثلاثة، اعتماداً على المعرفة المعمّقة لفريقها المتخصص في صناعة الساعات الرنانة. وتعليقاً على الموضوع، قال أنطوان بين، مدير قسم صناعة الساعات لدى بولغري: “يشكّل الإصدار الجديد فرصة رائعة للتعريف بقدرة فرقنا الاستثنائية على الإبداع في مجال الصوت. ونفخر بإنجازاتهم وتمكنهم من اكتساب خبرات فائقة في إنتاج الساعات المزدة بتقنية التنبيه الموسيقي”.
وتعكس الأنماط الصوتية للساعات إتقان مصنع بولغري في قرية لو سينتير آليات توظيف أنواع الرنين المختلفة، وهذا ما يظهر في نمط مكرّر الثواني “مينيت ربيتر” الذي يتألّف من نغمتين، ونمط كاريلون من ثلاث نغمات، إضافة إلى نمطي جراند وبتيت سونري المكوّنين من أربع نغمات موسيقية متنوعة. فعلى سبيل المثال، تدقّ ساعة أوكتو روما جراند سونري بشكل تلقائي للإشارة إلى الساعات وأرباع الساعات مع تكرار التنبيه إلى رقم الساعات في كل مرة باستعمال حركية بولغري BVV 800 كاليبر. كما يمكن لهذا النموذج تكرار رقم الساعات وأرباع الساعات والدقائق حسب آلية الضبط. ويستيعن نمط جراند سونري بأربعة صنوج ومطارق للإشارة إلى أرباع الساعات.
بينما يُصدر نموذج أوكتو روما كاريلون توربيون رنيناً للتنبيه إلى الساعات وأرباع الساعات والدقائق، ليطلق ثلاث نغمات عند الإشارة إلى أرباع الساعات، بفضل الحركية المعدّلة من طراز بولغري BVL428 كاليبر كاريلون. وسبق للعلامة أن كشفت عن مكرّر ثواني ثنائي اللحن هو الأقل سماكة على الإطلاق في عام 2016، ضمن حركيّة غير مسبوقة على صعيد السماكة التي بلغت 3.12 مم فقط. وتعتزم العلامة إطلاق هذه الآليات الثلاثة المذهلة مع نهاية عام 2024، لتتيح إبداعات حالمة تحوّل المعصم إلى مسرح لموسيقى الصالونات.
النسق الموسيقي
يتمحور موضوع الإصدار الجديد حول فاصل ترايتون، أو ما يُعرف باسم الزائدة الرابعة أو الخامسة المنخفضة، وهو مسافة لحنية لعبت دوراً محورياً في تاريخ الموسيقى. وجاء هذا النهج الإبداعي الفريد في السلم الموسيقي نتيجة للتعاون بين بولغري ولورنزو فيوتي، المؤلف الموسيقي المولود في مدينة لوزان السويسرية، والذي تمكّن وهو بعمر 34 فقط من قيادة الأوركسترا الفيلهارمونية الهولندية وأوركسترا الحجرة الهولندية وأوبرا هولندا الوطنية. ويكشف فيوتي بأن: “يُشار إلى فاصل ترايتون غالباً بالمسافة الموسيقية الجريئة أو الشريرة، إذ يمتد على ستة أنصاف من النغمات أو ثلاث نغمات كاملة، ليقسم الأوكتاف الموسيقي إلى نصفين مشكّلاً نقلة متنافرة وغير متوقعة في اللحن”.
وبعيداً عن تفاصيلهما الجمالية المتناغمة، تتيح ساعتي جراند سونري توربيون وكاريلون توربيون تجربة سمعية مفعمة بالتباينات الصوتية الجذابة. ويضيف فيوتي: “إن وظيفة التريتون تتمثل في إحداث حالة من انعدام التوازن في السلم الموسيقي، وهو يختلف عن التفضيلات الحديثة التي تميل إلى المسافات الموسيقية المتناسقة، كما كان يُنظر إليه في العصور الوسطى كعنصر مزعج باعتباره يخالف المفاهيم النفسية العميقة لبعض النغمات، لذلك تم وصفه بالنتاج الشرير لأنه يتعارض مع مبادئ المعتقدات الروحانية التي ينبغي لها أن تعكس الانسجام والتآلف”.
انسجام يكسر التناغم
تعمل مسافة ترايتون على إحداث نوع من التشويش في العبارة الموسيقية، مما يؤدي إلى نشوء توتر دراماتيكي على مستوى اللحن، استلهم منه أساطير الموسيقى من كارلو غيزوالدو وجون كولترين إلى إيغور سترافينسكي وفرقة ميتاليكا. وتسعى بولغري إلى كتابة فصل جديد في عالم الساعات المزودة بالألحان من خلال التعاون الفني والتقني مع أحد أبرز الموسيقيين الموهوبين، حيث تم استبدال النغمات الأربعة في نمط جراند سونري – التي كان يتم ضبطها سابقاً على إيقاع ساعة بيغ بن أو ما يُعرف باسم ألحان ويستمنستر – بأخرى فريدة وغير مألوفة للإشارة إلى أرباع الساعات. ويتماشى استخدام فاصل ترايتون المتنافر مع طبيعة الساعات التي تعتمد خاصية الرنين الصوتي، وجاء توظيفها في الإصدار الجديد لتعزيز الشعور بالوعي واليقظة والمسار الزمني للحياة.
ومثلما تطورت آلات الكمان والبيانو التي استبدلت قوامها الخشبي بمواد ثورية جديدة نقلت علامة بولغري ساعاتها الرنانة إلى عوالم مادية غير مستكشفة، حيث استعان نموذج أوكتو روما جراند سونري توربيون بمادة التيتانيوم، واكتست ساعة أوكتو روما كاريلون توربيون بالذهب الوردي، بينما تألق هيكل أوكتو فينيسمو مينيت ريبيتر بصفائح رقيقة جداً من الكربون، والتي تتميز بخواص فائقة على مستوى المتانة وخفة الوزن. ولعلّ قدرة هذه المواد الثلاثة على استخلاص الفروق اللحنية بين ما يُسمى بالتآلفين الصغير والكبير في النوتة الموسيقية يشكّل وجهاً واحداً فقط من التنوع الإبداعي الذي تم تحقيقه. وتبدي بولغري مهارةً استثنائيةً في توليف المواد والتقنيات والشعور العاطفي لإنتاج أصوات مميزة في ساعاتها، بطريقة تضاهي إتقان فيوتي لقيادة الأروكسترا خلال أدائها مقطوعات يوهانس برامس وريتشارد فاجنر وأنتونين دفورجاك.