دفع حدود الفن الكلاسيكي
يحدّد برنامج ما أبدعته يد الصانع – Made of Makers أوجه التشابه بين عالم صناعة الساعات وعالم الفن، حيث يعزّز التعاون مع الفنانين والمصمّمين والحرفيين من تخصصات من خارج صناعة الساعات، والذين يشاركون قيم الإبداع والخبرة والدقة التي تمتاز بها الدار. يتحدى البرنامج النظرة إلى الفن الكلاسيكي على أنه لا يتغيّر ومرتبط بالماضي، ويسلّط الضوء بدلًا من ذلك على إعادة الابتكار المستمرة التي يمتاز بها، ويضعه كمصدر رائد للإبداع الذي نشهده اليوم. وحيث كان يُنظر إلى الفنون الكلاسيكية على أنها أعمال متطرفة في بداية ظهورها، يستكشف برنامج ما أبدعته يد الصانع – Made of Makers كيف يمكن إعادة ابتكار الأشكال والأساليب التقليدية من خلال المواد والوسائط الجديدة، مما يقدّم نظرة جديدة على الحوار بين الماضي والحاضر. وكما هو الحال مع صنّاع الساعات في الدار العريقة، يحترم هؤلاء الفنانون التقاليد كأساس للإبداع، مع دفع الحدود واستكشاف آفاق جديدة، مما يسلّط الضوء على الكيفية التي تعبّر بها صناعة الساعات والفن الكلاسيكي عن الإبداع الإنساني وتعكس حضارة عصرٍ ما وتحرّك المشاعر.
وحتى الآن، احتضن مجتمع “ما أبدعته يد الصانع” عوالم الفن المعاصر وفن الطهو والموسيقى بمشاركة فنانين مثل زيمون (سويسرا)، ومايكل مورفي (الولايات المتحدة)، وغيِّوم مارمان (فرنسا)، وفنان الحروف أليكس تروتشوت (إسبانيا/الولايات المتحدة)، والشيف الحلوانية نينا ميتاييه (فرنسا)، وخبير خلط المشروبات ماتياس جيرو (فرنسا)، والفنانة الإعلامية الرقمية ييون كانغ (كوريا)، والموسيقي طوكيو مايرز (المملكة المتحدة)، وفنانة الوسائط المتعدّدة بريندي ويدينجر (الولايات المتحدة)، والشيف هيمانشو سايني (الهند) والمتخصّص في الرسم الضوئي في الشوارع روي وانغ (الصين). وبفضل هذا التعاون
الجديد مع نيكولا بونفيل (فرنسا)، تُضاف صياغة العطور إلى قائمة أعمال برنامج “ما أبدعته يد الصانع – Made of Makers”.
فنّان شغوف بقوة العطر
يُعرف نيكولا بونفيل بأنه واحد من أكثر صائغي العطور موهبةً في جيله، ويواصل بلوغ آفاق جديدة بعطور متفردّة تجمع بين الأساليب التقليدية والتقنيات المتطورة، وتمزج بين المستخلصات النادرة والمكونات الطبيعية العريقة.
وُلِدَ نيكولا ونشأ في فرنسا وأصبح مغرمًا بالعطور خلال قضاء عطلة في غراس، مهد صناعة العطور في فرنسا، وكان يبلغ من العمر حينئذ 12 عامًا. تركت التجربة أثرًا عميقًا في نفسه، فبدأ يتعلم بنفسه فن مزج العطور من خلال تحضير تجاربه العطرية الخاصة في المنزل، وهو ما ساعده على تنمية مواهبه الفطرية وتطوير مهاراته كصائغ عطور يتعلم ذاتيًّا وصاحب “حاسة شم” دقيقةٍ ومميّزة. تعلَّم في بداية مسيرته المهنية على يد صائغ العطور جاك موريل، ولاحقًا على يد فرانسيس كوركدجيان.
يتبع نيكولا بونفيل نهجًا لصياغة العطور يجمع بين الإبداع والخيال والابتكار، إلى جانب فهم استثنائي للمستقبلات الحسّية. وأبرز ما يميِّز عمله هو الطريقة التي يستكشف بها توليفات جديدة من العطور والمكونات تتجاوز القواعد الكلاسيكية والحدود الثقافية. يقول نيكولا بونفيل: “في صياغة العطور، مثلما هو الحال في فن الرسم، يُعتبر الحفاظ على نقاء المزيج عنصرًا أساسيًّا”. ويستفيض قائلًا: “وبالمثل، إنه من الضروري عند تركيب العطور استخدام جرعات المواد الخام بعناية للحفاظ على خصائصها العطرية الفريدة دون تخفيف مفرط. ومبدأ “القليل خير من الكثير” يضمن احتفاظ العطر بنقائه وعمقه؛ وبذلك تصنع عطرًا فريدًا صاحب شخصية حقيقية ومتفرِّدًا عن غيره”.
مزيج من الإبداع الفني والدقة المتناهية في العلوم
يستكشف إبداع هوية عطرية لدار جيجر- لوكولتر الارتباط الطبيعي بين عالم صناعة العطور وعالم صناعة الساعات؛ فكل منهما شكل من أشكال الفنون المعقّدة التي تتشارك في الشعور العميق بالبراعة الفنية والموازنة بين التقاليد والابتكار والاعتماد على الدقة والتفاصيل.
يمتد الغرض من كل ساعة إلى أكثر من مجرّد الأداء الوظيفي، فالساعة ليست أداة بسيطة، ولكنها تمثّل تعبيرًا عن الشخصية والأسلوب والمشاعر أيضًا. وبنفس الصورة، يعد العطر الراقي ذا طابع شخصي للغاية، ويثير الذكريات والحالات المزاجية والمشاعر. إن الحرفتين تبدعان شيئًا يترك صدًى من المشاعر لدى المستخدم.
وإلى جانب عمق المشاعر الذي يقدّمانه، يجسّد المجالان توازنًا دقيقًا بين التقاليد والابتكار. يستند صنّاع الساعات إلى الأساليب التي يمتد عمرها لقرون من الزمن، ويقومون بتضمين المواد والتقنيات الحديثة بسلاسة. وعلى نحو مماثل، يكرّم صائغو العطور الطرق التقليدية، مع استكشاف عمليات الاستخلاص المتطوّرة والمكوّنات الجديدة، ويدفعون دائمًا حدود ما هو ممكن.
وتكمن الدقة والانتباه للتفاصيل في قلب المجالين. ففي مجال صناعة الساعات، يجب أن يتوافق كل ترس ونابض ومكوّن بصورة مثالية لكي تؤدي الساعة وظيفتها. وفي مجال العطور، ينطبق المبدأ ذاته، حيث يجب قياس كل مكوّن وموازنته بعناية دقيقة، حيث يمكن أن يؤدي أصغر اختلاف إلى الإضرار بالتركيبة بالكامل.
وفي النهاية، تجمع كلٍ من صناعة الساعات وصناعة العطور الراقية بين الحرفية والدقة والإبداع لتقديم إبداعات لا تقدّم جانبًا وظيفيًّا فحسب، بل تقدّم جانبًا هادفًا وشخصيًّا أيضًا.
ثلاثة عطور أصلية: عندما يعبر العطر عن دقة صناعة الساعات الراقية
صمَّم نيكولا بونفيل ثلاثة عطور مميَّزة لصالح جيجر- لوكولتر تمثل أعلى الممارسات التي تمتاز بها العطور الفاخرة عن باقي العطور الأخرى جميعًا.
• تركيبات بسيطة – استخدام مكوّنات أقل يسمح بتوليفة عطرية أكثر وضوحًا وأناقة تؤدي فيها كل مادة من المواد الخام دورًا حاسمًا. يسلط هذا النهج المُبسَّط الضوء على السمات الفريدة لكل مكون، ويضمن توازنًا في غاية التناغم. وتكون المحصلة عطرًا نقيًّا ومثاليًّا يتطور على نحوٍ بديع بمرور الوقت.
• مكوّنات نبيلة – ثمة مكوّنات كثيرة نادرة وثمينة، ويتم تعزيزها بطرق استخلاص حديثة تحافظ على خصائصها. وبالمزج بين التقاليد والحداثة، تجمع هذه العطور بين المكوّنات الخام العريقة القادمة من مناطق بعيدة مثل وسط آسيا وشبه الجزيرة العربية والفيليبين وهاييتي وأمريكا الجنوبية.
• تركيزات عالية – التركيز العالي لمكوّن رئيسي واحد في كل تركيبة يُترجم إلى رغبة في إبداع فروق بسيطة متوازنة في عطر قوي واحد. يقدم هذا النهج الوضوح، ويضمن شخصية متفردة وأصيلة لكل عطر.
تجتمع هذه العناصر الثلاثة لتصميم عطور مميَّزة تتطور بشكل بديع عبر نفحات ذروة وقلب وقاعدة الطيف العطري لتكشف عن طبقات من التعقيد والعمق في كل مرحلة. يتحول الانطباع الأولي بسلاسة إلى جوهر عطري غني وثابت، وفي النهاية ينتقل إلى قاعدة عميقة خالدة الأثر. ينتج عن هذه التوليفة متناهية الدقة أثر عطري غني وقوي، تاركًا رائحة توقظ الأحاسيس وتحبس الأنفاس وتظل موجودة بأناقة، حتى عند مغادرة واضع العطر للمكان.
THE TIMELESS STORIES هو عطر مستوحى من ساعة “ريفيرسو” الأيقونية، تلك الأسطورة التي ولدت من رحم التحدي المتمثل في ابتكار ساعة يد يمكنها تحمل قسوة مباريات البولو. ويذكّرنا طابعه الخشبي والجلدي برائحة الإسطبلات والسروج، بينما تستحضر نفحاته الافتتاحية من أوراق البنفسج نضارة العشب المشذّب بدقة في ملاعب البولو. ويأتي قلب الطيف العطري مغلفًا بثراء السوسن، والذي يمثل الطبيعة المزدوجة لساعة “ريفيرسو”، فهي مرنة ومتينة من الخارج، وأنيقة ورقيقة من الداخل، وأخيرًا يستقر عند قاعدة من مزيج جلدي. وتعتبر ساق السوسن من أرقى المكونات في صناعة العطور الفاخرة، ويجب تجفيفها لمدة عامين تقريبًا في ظل ظروف خاضعة للتحكم بعناية قبل أن تفوح بعطرها الفريد من خلال التفاعلات الإنزيمية الطبيعية، وهو ما يعكس الحرفية متناهية الدقة التي تمتاز بها دار جيجر- لوكولتر.
THE CELESTIAL ODYSSEY هو عطر عنبري تابلي يمثل إشادة بالقمر والشمس والنجوم، وهي الأجرام السماوية التي أسرت صانعي الساعات دائمًا. وتفوح افتتاحيته بالضوء القمري الشفاف لقلب الطيف العطري للباتشولي. ثم، في موجات دافئة ومعدنية، تعيد النفحات الخشبية العنبرية ابتكار جاذبية العنبر – مثل عنصر من الطبيعة ولد من أعماق المحيط يرمز إلى الليالي التي كان الملاحون القدامى يسترشدون فيها خلال رحلاتهم برصد السماء المرصّعة بالنجوم. وبالوصول إلى قاعدة الطيف العطري، الحسية والآسرة كنجم متوهج، تنشر الفانيليا جاذبيتها الشمسية. يتم الحصول على عطر الفانيليا التاهيتية باستخدام تقنية الاستخلاص المتطورة بواسطة ثاني أكسيد الكربون التي تُعرف باسم الاستخلاص بالموائع فوق الحرجة؛ وهي عملية استخلاص بدون ماء تتم باستخدام غاز طبيعي يتبخر في نهاية العملية، مما يكشف عن خصائص المكون العطرية التي تم الاحتفاظ بها.
THE PRECISION PIONEER هو عطر بشخصية خشبية وتابلية مستوحى من قلب مشاغل الدار. تفوح افتتاحية العطر بنفحات من البخور الذي يمثّل أصول الدار من خلال السخونة الشديدة لنيران الحدّادين، حيث يتم تحويل المواد الخام إلى تحف فنية دقيقة. ويتم بعد ذلك تعزيزها بالعطر القوي للخشب النابض بالحياة، والذي يذكّرنا بمنضدة صانع الساعات. ويتم الحصول على هذا العطر الخشبي النابض بالحياة والفريد من نوعه بمزج خصائص كثيرة لأخشاب مختلفة لإبداع توليفة خشبية فريدة مُعدَّة خصوصًا لهذا العطر. ومستمدةً طابعها العصري من تقاليد عريقة تعود إلى آلاف السنين، تمتزج خلاصات خشب الأرز والغاياك وخشب العود النبيلة في مزيج العنبر، لتكون بمثابة جسر بين الحرفية العريقة والابتكار المتطور.
يقول ماتيو لو فوييه، رئيس التسويق في جيجر- لوكولتر “على غرار صناعة الساعات، يمثل فن صياغة العطور نقطة التقاء الإبداع بالعلوم والدقة، ونحن سعداء بالترحيب بنيكولا بونفيل في برنامجنا ما أبدعته يد الصانع – Made of Makers”. “بفضل ما يمتلكه نيكولا بونفيل من موهبة تعتمد على التعلم الذاتي ورؤية فنية، فإنه يضيف إلى البرنامج بعدًا جديدًا مثيرًا يحتفي بالتقارب في الحرفية عبر تخصصات وثقافات عديدة. وبينما يواصل استكشاف جوانب جديدة في عالم صناعة العطور الراقية، فإنه يقدم أبهى صورة للرابط القوي الذي يربط بين العالم الفني ودارنا”.
صُمِّمت العطور الثلاثة بواسطة نيكولا بونفيل لتصبح إضافة مميَّزة للدار العريقة، وستكون متوفرة بشكل خاص لعملائنا وسيتم استخدامها في مبادرات أخرى متنوعة بالمستقبل.