لوبراسّو، مارس 2024 – تفخر الشركة السويسرية المُصنّعة للساعات الفاخرة، أوديمار بيغه، أن تكشف النقاب عن سيراميكٍ جديد متعدد الألوان (بوليكروم) يسجل ظهوره الأوّل في عالم صناعة الساعات. تم تطوير “chroma ceramic” – “كروما سيراميك”، الذي يتميز بجمالية الألوان المموّهة غير المسبوقة، من قبل فرق البحث والتطوير في أوديمار بيغه باستخدام أحدث تقنيات التلبيد الكهربائي النبضي – Spark Plasma Sintering (SPS)، والتي تسمح بتلبيد مسحوق السيراميك بسرعة. وسيتم تطبيق هذه التقنية المبتكرة أيضًا على مواد أخرى، لا سيما الذهب، الذي سيتم الكشف عن النموذج الأولي منه في الأشهر المقبلة، مما يفتح آفاقًا إبداعية جديدة لأوديمار بيغه.
عملية تصنيع بالغة التطور
انطلاقًا من الرغبة في دفع حدود صناعة الساعات الفاخرة، يلتزم المصنع بالابتكار المستمر ليقدم لعملائه مجموعة واسعة من الخيارات. أصبح “كروما سيراميك” ممكنًا إنتاجُهُ بفضل أحدث تقنيات التلبيد الكهربائي النبضي – Spark Plasma Sintering (SPS)، والتي تقلل بشكل كبير وقت التلبيد من عدة ساعات إلى بضع عشرات من الدقائق فقط.
لإنشاء نمط التمويه متعدد الألوان هذا، يتم وضع مساحيق ذات ألوانٍ مختلفة من السيراميك بعناية في قالب جرافيت دائري. يتم بعد ذلك تلبيد القالب باستخدام تيار كهربائي قوي يتم تمريره عبر الجرافيت. يولد هذا التيار ارتفاعًا فائق السرعة للغاية في درجة الحرارة، والذي، جنبًا إلى جنب مع الضغط الميكانيكي على جانبي القالب، يُتيح التلبيد السريع للغاية، مما يؤدي إلى ظهور قرص خزفي.
تتطلب هذه العملية مهارة كبيرة من قِبَل الفِرَق التي خاضت اختبارات عديدة قبل تحقيق النتيجة المرجوة. إن ضغط مساحيق السيراميك أثناء دورة التلبيد يجعل كل قطعة فريدة من نوعها، حيث يختلف النمط قليلاً في كل مرة. وعلى الرغم من هذه الاختلافات في النمط، فإن هذه التقنية تضمن التناسق البصري بين مكونات السيراميك المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام كل قرص يتم إنتاجه لإنشاء هيكل ساعةٍ أو طوق، مما يعزز الجانب الفريد للمادة. وبما أن كل لون يتفاعل بشكل مختلف، فإن خطر التحطُم أو التشقق أثناء مرحلتي التسخين (الشيّ) السريع والتبريد يتضاعف، مما يجعل العملية حساسة للغاية.
يتم بعد ذلك قطع الأقراص الناتجة، والتي تكون شديدة القساوة، حتى يتم الوصول إلى الشكل المطلوب، وبعد ذلك يُصقل كل مكون مسبقًا صقلاً لامعاً وصقلاً خطياً ساتانياً قبل تشطيبه يدويًا بدقة للحصول على التناوب بين نوعي الصقل، الذي يترافق مع الحواف المشطوفة ذات الصقل اللامع، مما يُعتَبَر أحد تواقيع المصنع.
البحث المستمر في المواد المبتكرة
لطالما جمعت أوديمار بيغه على مدار تاريخها بين مجموعة متنوعة من المواد وطوّرت جماليات رائدة ومبتكرة وصادمة في بعض الأحيان. يعكس هذا الإبداع غير المحدود الروح الرائدة والحرة التي حافظت عليها الشركة ورعتها وأثرتها لأجيال عديدة. وبفضل العمل الدقيق الذي يقوم به الحرفيون، تم إضفاء النبالة على موادَّ مثل الفولاذ والتيتانيوم والكربون والسيراميك ومنحها مكانًا مرموقاً في عالم صناعة الساعات.
بالإضافة إلى إطلاق ساعة رويال أوك ذات الرقم المرجعي (5402ST) التي كانت بمثابة تمرّدٍ وخروجٍ عن المألوف في عام 1972 بدرعها الفولاذي الذي يتميز بتشطيبات راقية كانت مخصصة في السابق للذهب، استخدمت أوديمار بيغه مجموعة واسعة من المواد على مرّ الزمن. منذ إطلاقها، واصلت مجموعة “رويال أوك أوفشور” تقديم العديد من المواد، بما في ذلك التيتانيوم في عام 1998، والكربون المصبوب في عام 2004 والسيراميك في عام 2008 – وهي مادة تم استخدامها بالفعل في مجموعة “بامبو – Bamboo” في أواخر الثمانينات. أخذت ساعة “رويال أوك كونسِبت” عملية البحث عن المواد إلى أبعد من ذلك عندما تم إطلاقها في عام 2002 بهيكلٍ يجمعُ بين التيتانيوم وسبيكة ألاكريت 602، وهي سبيكة خفيفة الوزن فائقة التقنية والمقاومة. في العام 2008، رأت ساعة “رويال أوك كاربون كونسِبت وكرونوغراف” النور، مما مثّلَ علامةً فارقةً جديدةً في التصميم الرائد. في عام 2023، قدمت أوديمار بيغه شكلاً ثمينًا من الزجاج المعدني السائب (BMG) في كتالوجها من خلال طراز رويال أوك “جمبو” فائقة الرقة (الرقم المرجعي: 16202XT)، وهو الأول من نوعه في صناعة الساعات.
ومع إطلاق “كروما سيراميك” – وهو الأول من نوعه بالنسبة لأوديمار بيغه ومجال صناعة الساعات ككل – يقوم المصنع بتوسيع نطاق الإمكانيات فيما يتعلق بتركيبات المواد والتخصيص والتصميم، مما يبشر بمستقبل باهر مفعم بالألوان.
“السيراميك متعدد الألوان الأول لدينا، نتيجة أبحاثنا في المواد، يفتح مجالًا جديدًا تمامًا من الإمكانيات الإبداعية لسنوات قادمة. ونحن نتطلع إلى ظهوره لأول مرة في مجموعاتنا.”
لوكاس راجي
مدير البحث والتطوير، أوديمار بيغه