TAG Heuer وPorsche تحتفلان بإرثهما المشترك في عالم رياضات المحرّكات من خلال ساعة محدودة الإصدار مُستلهمة من أول فوز لسيارة Porsche 911 في سباق، وتحديدًا في رالي مونتي كارلو.
لوس أنجلوس، أسبوع LVMH للساعات ٢٠٢٥ – ٢١ يناير ٢٠٢٥:
في كلّ من عالم رياضات المحرّكات ومجال صناعة الساعات الراقية، المنطويين على تحدّيات كبيرة، شراكات قليلة تتّسم بالأهميّة والمكانة المرموقة التي تميّز التعاون بين شركة صناعة الساعات الفاخرة TAG Heuer وشركة تصنيع السيّارات الرياضية الشهيرة Porsche. وفي العام الخامس لهذه الشراكة، ستُطرح ساعة TAG Heuer Carrera Chronosprint x Porsche Rallye الجديدة المحدودة الإصدار، التي تُشيد بالإرث المتميّز لكلّ من الشركتَين عبر الجمع بين سيّارة Porsche 911 التي لا تُهزم وخبرة TAG Heuer الشهيرة في تصنيع ساعات الكرونوغراف الدقيقة. وقد استُلهمت هذه الساعات الجديدة من مؤقتات لوحة العدادات التاريخية من صُنع Heuer، التي كانت أساسيّة للفوز بالنسبة إلى المتنافسين في سباق رالي مونتي كارلو التاريخي، أحد أعرق المنافسات وأكثرها صعوبة في عالم رياضات المحرّكات.
تُطلّ الساعة الجديدة في إصدارَين: أحدهما من الفولاذ والآخر من الذهب الأصفر الخالص 3N عيار ١٨ قيراطًا. والجدير بالذكر أنّ الإصدار المصنوع من الفولاذ محدود بـ ٩١١ قطعة، في تحيّة خاصة إلى سيارة Porsche 911، التي أحدثت تغييرًا جذريًا ودائمًا في عالم رياضات المحرّكات. أمّا الإصدار المصنوع من الذهب الأصفر فيقتصر على ١١ قطعة فقط.
رالي مونتي كارلو وPorsche 911
تنطلق هذه الساعة المبتكرة من التاريخ الغني الذي يجمع بين Porsche وTAG Heuer، وهي تُذكّر بفصل محوريّ منه: رالي مونتي كارلو عام ١٩٦٥. في ذلك السباق، شاركت سيّارة 911، التي كانت Porsche قد طرحتها حديثًا، في أوّل سباق لها. السيّارة المختارة لدخول المنافسة كانت Porsche 911 حملت رقم الانطلاق 147، وكان تصميمها يستند إلى سيّارة ركّاب معدّلة قليلًا، أي أنّها لم تكن مخصصة في المقام الأول للسباقات التنافسيّة. وقد فاق أداء السيّارة 147 المذهل جميع التوقّعات، حيث حلّت في المركز الخامس في الترتيب العام، وفي المركز الثاني ضمن فئتها. ولم يكُن ذلك إنجازًا بسيطًا، فالطرقات المغطاة بالثلوج كانت خطيرة، والرؤية كانت محدودة، ما شكّل اختبارًا لأداء السيّارة ولدقّة أدوات قياس الوقت، التي زوّدتها بها Heuer تحديدًا، الشركة السابقة لـTAG Heuer.
أُطلق رالي مونتي كارلو في عام ١٩١١، وقد اشتهر باعتباره من أصعب السباقات في العالم، حيث أنّه يختبر قدرة تحمّل السائقين وقدرات آليّاتهم، على حدّ سواء. ونظرًا للظروف الشتوية القاسية وغير المتوقعة ولصعوبة الطرقات في جبال الألب، بات هذا السباق ميدانًا لاختبار التميّز في مجال صناعة السيارات. في عام ١٩٦٥، ضمنت سيّارة Porsche 911 رقم 147 مكانتها التاريخية، ويُشيد طرح ساعة TAG Heuer Carrera Chronosprint x Porsche Rallye بروح الريادة التي ضمنت نجاحها.
أمّا قيادة سيّارة 911 فقد تولّاها شخصان محوريّان في تاريخ Porsche: هربرت لينجه، أحد الموظفين الأوائل في Porsche في شتوتغارت، وكان مهندسًا، وميكانيكيًا، وسائق تطوير واختبار متميّز، حيث كانت أبرز إنجازاته في السباقات تحاكي إنجازات Porsche في بداياتها. نال لينجه وسام الاستحقاق المكسيكي لثلاثة انتصارات متتالية ضمن فئته، من عام ١٩٥٢ إلى عام ١٩٥٤ كميكانيكي وسائق مساعد في سباق Carrera Panamericana ، كما حقّق انتصارات ضمن الفئة في سباقات Targa Florio و Mille Miglia و١١ انطلاقة من المركز الأول في سباق 24 Hours of Le Mans. ومن القصص الجديرة بالذكر التي تربط بين قصته الشخصية وقصة Heuer، تأديته دور سائق لسيارة الكاميرا بطريقة عفوية ودون استعداد، بالإضافة إلى سائق لمَشاهِد المُخاطَرة، في فيلم ستيف ماكوين “Le Mans” – في سيّارة Porsche 908 و917، على التوالي. في هذا الإطار، يستذكر لينج “لم يكُن ستيف قادرًا على المشاركة في السباق الحقيقي بنفسه لأسباب مرتبطة بالتأمين، ولم يكن لديه سيارة تستوفي المعايير الرسمية. لكنه كان يرغب في لقطات حقيقية لفيلمه – وقد أمّنتها له بسيّارة 908.”
السائق المساعد، الذي لا يقلّ دوره أهميّة في تاريخ Porsche، كان المهندس بيتر فالك، مدير تطوير سيّارات السباقات في Porsche، الذي استمرّت مسيرته المهنيّة في Porsche AG أكثر من ٣٠ عامًا. انضمّ فالك إلى الشركة في عام ١٩٥٩، وكان آنذاك واحدًا من ضمن مجموعة صغيرة من الموظّفين في قسم اختبار قيادة السيّارات، وبحلول عام ١٩٦٤، بدأ العمل في قسم إنتاج الدفعات الأولية وقسم دعم فرق السباقات، حيث ساهم في نجاح سيّارة 911 وغيرها. جدير بالذكر كذلك أنّ فالك عمل في وقت لاحق على تطوير نظام اتصال داخلي في السيّارة، إلّا أنّ ذلك لم يكن متوفرًا في عام ١٩٦٥. لذا، فإنّ التغلب على جميع التحديات غير المتوقعة التي تنطوي عليها المشاركة في سباق رالي مُنهك كان يتطلب قدرًا معينًا من البراغماتية – بما يشمل كيفية التواصل داخل سيارة سباق صاخبة أثناء قراءة الاتجاهات الرئيسية بصوتٍ مرتفع. وقد استذكر بيتر فالك الحلّ العملي المعتمد في عام ١٩٦٥: “كنت أتكلّم داخل أنبوب بلاستيكي سميك يدخل مباشرة في خوذة هربرت. وكان أنبوب الاتصال هذا ناجحًا تمامًا”. كانت هذه الروح الريادية، بالإضافة إلى معدات ضبط الوقت العالية الدقة، تكنولوجيا السيارات المصممة بطريقة استثنائية، وبعض الحلول العملية، مفيدة للغاية بالنسبة إلى هربرت لينجه وبيتر فالك. من بين ٢٣٧ متسابقًا في نسخة عام ١٩٦٥ من رالي مونتي كارلو، وصل ٢٢ فقط إلى جنوب فرنسا. كان لينجه وفالك من بينهم.
لقد أرسى نجاحهما في سيّارة 911، في مسابقة بهذه الخطورة، الأسس لإرث Porsche المستمرّ في عالم السباقات، ومهّد لهيمنة سيّارة 911 في السنوات اللاحقة.
رابطٌ تاريخي
تضرب جذور الإرث المشترك لـTAG Heuer وPorsche في عالم رياضات المحرّكات عميقًا، وفي ما خصّ Heuer، يعود تاريخها إلى أكثر من قرن، بما يشمل الابتكارات الأولى في مجال أدوات ضبط الوقت المخصصة للسيّارات. منذ عام ١٩١١، ابتكرت Heuer أول كرونوغراف مثبّت في لوحة العدّادات، Time of Trip، الذي تطوّر وصولًا إلى مؤقت لوحة العدادات Autavia بحلول العام ١٩٣٣. وقد أصبحت هذه الأجهزة أدوات بالغة الأهمية في السباقات المرموقة كسباق 24H of Le Mans ورالي مونتي كارلو، كما باتت نظرًا لدقتها أدوات لا غنى عنها في فعاليّات رياضات السيّارات للهواة والمحترفين على حدّ سواء.
ويتجلّى أحد الأمثلة التاريخية على هذا الإرث المشترك في إطار نسخة عام ١٩٦٥ من رالي مونتي كارلو، حيث كانت سيّارة Porsche 911 رقم 147، بقيادة لينجه وفالك، تعتمد على أدوات Rally Master من ابتكار Heuer للقيادة على المسار الفائق الصعوبة. كما كانت أدوات ضبط الوقت هذه تُعدّ قيّمة للغاية، وكانت مُعتمدة كنقطة مرجعيّة موثوقة للسائقين في حالات الرؤية المنخفضة. وقد أشار بيتر فالك، مُستذكرًا تلك السباقات، إلى أنّه لم يكن أمامهما إلّا استخدام بوصلة وأدوات قياس الوقت الخاصة بهما، لقيادة السيّارة أثناء بعض العواصف الثلجيّة. يُذكر بأنّ نسخة عام ١٩٦٥ من السباق شهدت أول مشاركة تنافسيّة لسيّارة 911، الأمر الذي مهّد الطريق أمام انتصارات Porsche المستقبليّة في سباقات السرعة، بما في ذلك تحقيقها فوزًا مطلقًا في رالي مونتي كارلو في الأعوام ١٩٦٨، ١٩٦٩ و١٩٧٠، حيث كانت مؤقتات لوحة العدّادات من Heuer معتمدة بشكل كبير من قبل المشاركين الأكثر قدرة على المنافسة.
مع التطوّر في عالم سباقات السيّارات، تطوّرت مشاركات Porsche كذلك، ولم تعُد تقتصر على سباق مونتي كارلو بل امتدّت إلى سباقات شهيرة كرالي سفاري شرق أفريقيا ورالي باريس-داكار، ما رسّخ مكانة سيارة 911 كأسطورة في عالم رياضة السيارات. كما توسّع تأثير TAG Heuer لجهة قياس الوقت في سباقات السيارات، حيث أصبحت كرونوغرافات لوحة العدّادات مثل كرونوغراف Monte Carlo من مجموعة Auto Rally، أساسيّة بالنسبة إلى سائقي الرالي، نظرًا لتوفيرها الدقة التي كانت أساسيّة للتنافس بنجاح على مستوى القمة في عالم رياضة السيارات.
وصولًا إلى يومنا هذا
تحمل ساعة TAG Heuer Carrera Chronosprint x Porsche Rallye هذه الروح الريادية، كما تواصل إدخال عدد من التطويرات العصريّة. تعمل هذه الساعة بآلية الحركة TH20-08 Chronosprint من صُنع الدار، وهي آلية كرونوغراف تتميّز باحتياطي طاقة مذهل يبلغ ٨٠ ساعة. أمّا وحدة الكرونوغراف في آلية TH20-08 فهي خاصّة بالشراكة مع Porsche، حيث تحرّك العجلتان الحلزونيّتان عقربَ الثواني المركزي بحيث يُكمل أول ١٥ ثانية من كلّ دقيقة متوقّفة بوتيرة متسارعة، قبل الإبطاء لإكمال دائرة الدقيقة بشكل صحيح تمامًا. بالإمكان كذلك رؤية الدوّار المصمّم على شكل عجلة القيادة الخاصة بسيارات Porsche من خلال ظهر العلبة المصنوع من الصفير، ما يمثّل ارتباطًا مذهلًا آخر بين هذه الساعة وإرث السيّارة الهندسي العريق.
ولا يقلّ تصميم الساعة سحرًا، حيث استُمدّ الإلهام له من مؤقّت لوحة العدادات من Heuer الذي زوّدت به سيّارة Porsche 911 رقم 147 في عام ١٩٦٥، كما أنّه يُحاكي عناصر من لوحات العدّادات في سيّارات Porsche الأولى. يُعزّز القرص الأسود، الذي يُذكّر بساعات التوقيت Heuer Master Time / Monte Carlo العائدة لعام ١٩٦٥، وضوح الساعة من خلال التباين القوي في مظهره، ما يُعدّ عنصرًا جوهريًا أثناء السباقات، في ظلّ انخفاض مستوى الرؤية. وتُذكّر المؤشرات البيج بعجلة القيادة الأصليّة للسيّارة، في حين يعكس سطح القرص التأثير البرّاق لهيكلها، مُضفيًا لمسات من الرقي على الساعة.
تُعدّ الخطوط الحمراء على الجانب الأيمن من حافة القرص تجسيدًا بيانيًا للسرعة، في إشادة بالانطلاقة السريعة، من صفر إلى ١٠٠ كم/ساعة، التي سجّلتها سيّارة Porsche 911 رقم 147 العائدة إلى عام ١٩٦٥، خلال رالي مونتي كارلو، حيث يبلغ التسارع المحسوب ٨٬٤ ثانية – أي بتحسّن مقارنة بالوقت الذي سجّلته سيّارة 901 في عام ١٩٦٣ والبالغ ٩٬١ ثانية. كما تزيّن القرص تفاصيل متقنة ومتكاملة. يُضفي القرصان الفرعيّان المزخرفان بدوائر متوازية، مع حلقة فضيّة متباينة محيطة بكلّ منهما، عمقًا على مظهر القرص. أمّا بنية الصندوق الزجاجي المزدوج الخاصة بساعات TAG Heuer Carrera، من الجهتَين الأماميّة والخلفيّة من الساعة، فتتيح إمكانيّة مشاهدة آلية الحركة بدون أيّ عوائق، فضلًا عن تحسين طابعها الفعّال والملائم للمستخدم، مع ضمان الراحة وسهولة الارتداء. يؤطّر زجاج الصفير الأمامي المقبّب قرص الساعة بكلّ أناقة، في حين يُظهر ظهر العلبة تصميم الدوّار المستلهم من سيّارات Porsche.
ويُعبّر الإصداران، الفولاذي والذهبي، من ساعة TAG Heuer Carrera Chronosprint x Porsche Rallye عن التزام بالتميّز. زوّد الإصدار المصنوع من الفولاذ بسوار كلاسيكي بتصميم على شكل حرف H، بالإضافة إلى حزام إضافي من الجلد الأسود المخرّم مع درزات باللون البيج، ما يمنح مظهرًا متعدد الاستخدامات يلائم أيّ مناسبة.
أمّا الإصدار الذهبي فيرتقي بالفخامة إلى مستوى جديد، وهو مصنوع من الذهب الأصفر الخالص 3N عيار ١٨ قيراطًا، ومزوّد بحزام من الجلد الأسود المخرّم مع درزات بيج، وبحزام إضافي من جلد العجل المخرّم باللون البنّي الفاتح، ما يتيح إمكانيّة إضفاء الطابع الشخصي.
من الساعة إلى الصندوق
تأتي الساعة داخل صندوق مصنوع من الخشب المطليّ باللّك، باللون الأحمر الياقوتي عينه كما سيّارة Porsche 911 رقم 147 الأصليّة، ما يُمثّل إشارة رمزيّة إضافيّة إلى السيّارة. داخل الصندوق، تُطلّ الساعة على وسادة مخرّمة، ما يذكّر بالجلد المخرّم الذي صُنعت منه الأحزمة. تزيّن صندوق الإصدار الفولاذي لمسات فضيّة، في حين يحمل صندوق الإصدار الذهبي لمسات ذهبية مميّزة. كما يتضمّن كلّ صندوق نموذجًا مصغرًا مطابقًا لسيّارة Porsche 911 رقم 147 التي تغلّبت على الصعوبات التي واجهها فريق Porsche خلال رالي مونتي كارلو، ما يُعزّز الارتباط بين الساعة والسيّارة الشهيرة.
يُمكن القول إنّ ساعة TAG Heuer Carrera Chronosprint x Porsche Rallye تخرج على المألوف في عالم صناعة الساعات وتُجسّد تفاصيل مهمّة من عالم تصميم السيّارات، محقّقة بذلك استمراريّة إرث كلّ من TAG Heuer وPorsche القائم على السرعة، الدقة والبراعة الحرفيّة. وتروي هذه الساعة حكاية تتجاوز عناصرها الميكانيكية، في إشادة بالأداء والشغف المشترك بالتميّز، وتخليدًا للتاريخ العريق.
تعليقات